(وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) حذف المضاف لسبق ذكره ، أي : ومن طيبات ما أخرجنا من الغلات والمثار والمعادن. والمراد : إمّا الإنفاق والفرض ، أو ما يعمّه والنفل (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ) : ولا تقصدوا الرديء أو الحرام من المال مطلقا (تُنْفِقُونَ) حال من فاعل «تيمّموا» ، ويجوز تعلق «منه» به ، والضمير للخبيث ، والجملة حال منه (وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ) والحال أنكم لا تأخذونه في حقوقكم لخبثه (إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) تتسامحوا في أخذه من «أغمض بصره» أي غضّه ، وهذا يعضده إرادة الرديء (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌ) عن إنفاقكم (حَمِيدٌ) بقبوله.
[٢٦٨] ـ (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) في الإنفاق ـ والوعد يأتي في الخير والشرّ ـ (وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ) : بالبخل ، والبخيل يسمى فاحشا ، أو : المعاصي (وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ) لذنوبكم (وَفَضْلاً) : خلفا أفضل مما أنفقتم في الدنيا والآخرة (وَاللهُ واسِعٌ) فضله للمنفق (عَلِيمٌ) بإنفاقه.
[٢٦٩] ـ (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ) : العلم النافع (مَنْ يَشاءُ) قدم ثاني المفعولين اهتماما به (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ) وكسر «يعقوب» التاء (١) أي : يؤته الله (فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) تنكير تعظيم ، أي : أيّ خير كثير (وَما يَذَّكَّرُ) يتّعظ بالآيات (إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) : ذوو العقول ، العالمون العاملون.
[٢٧٠] ـ (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ) حسنة أو قبيحة (أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ) في طاعة أو معصية (فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ) فيجازيكم عليه (وَما لِلظَّالِمِينَ) الذين يمنعون الصدقات ، أو ينفقون في المعاصي ، أو ينذرون فيها ، أو لا يفون بالنذر (مِنْ أَنْصارٍ) تمنعهم من عذاب الله.
[٢٧١] ـ (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ) فنعم شيئا ابداؤها. وفتح النون
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ١ : ٣٨٢.