الشيطان يخبطه فيصرع.
والخبط : ضرب على غير استواء (مِنَ الْمَسِ) : الجنون وهو ـ على زعمهم ـ : أنّ الجنيّ يمسّه فيختلط عقله ، يعني : أنّهم ينهضون ويسقطون كالمصروعين ، لأنّه تعالى أربى في بطونهم الرّبا فأثقلهم ، وتلك سيماهم في المحشر (ذلِكَ) العقاب (بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا) قاسوا الربا على البيع ، قالوا : كما جاز بيع ما يساوي درهما بدرهمين جاز بيع درهم بدرهمين. (١) وكان الأصل : إنّما الربا مثل البيع ، ولكن عكس مبالغة ، كأنّهم جعلوا الربا أصلا ، وقاسوا به البيع (وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا) ردّ لقياسهم ؛ إذ الأحكام تبع للحكمة فجاز اختلاف حكم المتماثلين لحكمة يعلمها الله (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ) : بلغه وعظ ونهي (مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى) : فاتعظ (فَلَهُ ما سَلَفَ) أخذه قبل النهي لا يلزمه ردّه (وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ) يحكم في شأنه ، ولا اعتراض لكم عليه ، أو يجازيه على انتهائه إن اتعظ لله تعالى (وَمَنْ عادَ) إلى الرّبا (فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) لكفرهم بتحليل ما حرم الله ، أو : أريد المكث الطويل.
[٢٧٦] ـ (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا) : يهلكه ويذهب ببركته (وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) ينمّيها بزيادة الثّواب والمال.
وفي الحديث : «إنّ الله يربي الصّدقة كما يربي أحدكم مهره». (٢)
وفيه : «ما نقصت زكاة من مال قطّ» (٣) (وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ) : مصرّ على
__________________
(١) والفرق واضح : فان من اعطى درهمين بدرهم ضيّع درهما ، واما من اشترى سلعة تساوي درهما بدرهمين فلعل مساس الحاجة إليها. او ان توقّع رواجها يجبر هذا الغبن.
(٢) تفسير مجمع البيان ١ : ٣٩٠ وهو مروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمهر : ولد الفرس أول ما ينتج من الخيل.
(٣) تفسير الكشّاف ١ : ٤٠١ ، وقريب منه ما في جوامع الجامع ١ : ١٥١.