حال رابع من : «كلمة».
[٤٧] ـ (قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) تعجّب ، أو : استفهام عن أنه يكون بزوج أو بدونه (قالَ) جبرئيل ، أو : الله ، وجبرئيل المبلغ (كَذلِكِ اللهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) فإنه يقدر أن يخلق الأشياء بلا أسباب كما يخلقها بأسباب.
[٤٨] ـ «ونعلمه» (١) عطف على «يبشرك» ، أو «وجيها» ، أو : كلام مبتدأ ، وقرأ «عاصم» و «نافع» بالياء (٢) (الْكِتابَ) أو جنس الكتب المنزلة (وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) خصّا لفضلهما.
[٤٩] ـ (وَرَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) نصب بمضمر على إرادة القول ، تقديره : ويقول : أرسلت رسولا بأنّي قد جئتكم (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ) نصب بدل «أني قد جئتكم» ، أو جرّ بدل «آية» ، أو : رفع على «هي اني» ، وكسرها «نافع» على الاستئناف (٣) أي : أقدّر لكم شيئا مثل صورة الطير (فَأَنْفُخُ فِيهِ) الضمير للكاف (فَيَكُونُ طَيْراً) فيصير حيّا طيّارا ، وقرأ «نافع» : «طائرا» (٤) (بِإِذْنِ اللهِ) : بأمره ، دلّ به على انّ إحياءه من الله تعالى ، لا منه (وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ) : الّذي ولد أعمى (وَالْأَبْرَصَ) قيل : ربّما اجتمع عليه ألوف من المرضى من أطاق منهم أتاه ، ومن لم يطق أتاه عيسى عليهالسلام وما يداوي إلّا بالدّعاء (٥) (وَأُحْيِ الْمَوْتى) وممن أحيا : سام بن نوح عليهالسلام (بِإِذْنِ اللهِ) كرّر لدفع وهم اللاهوتية (وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ) كان يقول للرجل : أكلت كذا وخبّئ
__________________
(١) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «يعلمه» كما سيشير اليه المؤلف.
(٢) حجة القراءات : ١٦٣.
(٣ ـ ٤) حجة القراءات : ١٦٤.
(٥) قاله وهب ـ كما في تفسير مجمع البيان ١ : ٤٤٥ ـ.