وسمّوا سفهاء استخفافا بعقلهم (الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) أي تقومون بها ، وعلى الأول يراد به التي من جنس ما جعل لكم قياما. وقرأ «نافع» : «قيما» بمعناه. (١) (وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ) واجعلوها مكانا لرزقهم وكسوتهم ، بأن تتّجروا فيها وتموّنوهم من ربحها (وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً) حسنا شرعا ، أو عقلا من وعد جميل.
[٦] ـ (وَابْتَلُوا الْيَتامى) اختبروهم قبل البلوغ بتتبّع حالهم في صلاح الدين وإصلاح المال (حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ) كنى بذلك عن البلوغ وهو بأن يحتلم أو ينبت أو يبلغ الذكر خمس عشرة ، والأنثى تسعا (فَإِنْ آنَسْتُمْ) أبصرتم (مِنْهُمْ رُشْداً) تهديا الى حفظ المال (فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ) عند تحقّق البلوغ والرشد بلا تأخير (وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا) مسرفين ومبادرين كبرهم ، أو لإسرافكم ومبادرتكم كبرهم (وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ) عن أكلها (وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ) بقدر أجرته أو كفايته ، أو أقلهما مع الرد إذا أيسر ، أو لا ـ على الخلاف ـ (فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ) بأنّهم تسلّموها ، دفعا للتهمة والتخاصم ولزوم الضمان (وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً) محاسبا ، فلا تتعدّوا حدوده.
[٧] ـ (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) هم المتوارثون بالقرابة (مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ) بدل من «ممّا» بتكرير العامل (نَصِيباً مَفْرُوضاً) نصب مصدرا ، بمعنى قسمة مفروضة ، أو على الإختصاص ، أي أعني نصيبا مقطوعا واجبا لهم.
نزلت ردّا للسنة الجاهلية من عدم توريث النّساء. (٢)
[٨] ـ (وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ) قسمة التركة (أُولُوا الْقُرْبى) ممن لا يرث (وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ) من المقسوم شيئا ، أمر ندب للورثة البلّغ ، وقيل أمر
__________________
(١) حجة القراءات : ١٩٠.
(٢) في «ب» : النساء والأطفال.