العيال بكثرة المؤن ، ويعضده قراءة : «أن لا تعيلوا» من «عال» كثر عياله ، وقلة العيال بالتسري ؛ لأنه مظنّة قلّة الولد بالعزل.
[٤] ـ (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَ) مهورهن (نِحْلَةً) عطيّة ، من «نحله كذا» أعطاه إياه عن طيب نفس نحلة ونحلا. ونصبت مصدرا ، إذ معناها الإيتاء ، أو حالا من «الواو» أو «الصدقات» أي آتوهن صدقاتهن ناحلين أو منحولة ، أو عطية من الله لهن ، أو فريضة منه ، فهي حال من الصدقات ، والخطاب للأزواج ، وقيل للأولياء ، لأنهم كانوا يأخذون مهور بناتهم (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ) من الصداق ، حملا على المعنى (نَفْساً) تمييز ، وتوحيدها لأنها لبيان الجنس ، أي فإن وهبن لكم شيئا من الصداق ، وتجاوزت عنه نفوسهن طيّبات (فَكُلُوهُ) خذوه وأنفقوه (هَنِيئاً مَرِيئاً) حلالا بلا تبعة ، (١) من «هنؤ الطعام ومرؤ» أي ساغ بلا غصّ.
وقيل : الهنيّ ما يلذّه الآكل ، والمريّ ما يحمد عاقبته. وهما وصف للمصدر ، (٢) أو حال من الواو ، (٣) أو صفتان (٤) نابتا مصدريهما. (٥) قيل : تأثم ناس أن يقبل أحدهم من زوجته شيئا مما نحلها ، فنزلت.
[٥] ـ (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ) نهي للأولياء أن يعطوا من لا رشد لهم أموالهم ، فيضيّعوها. وأضيفت إلى الأولياء لأنها بأيديهم ، أو نهي لكل أحد عن إعطاء ماله كل سفيه ، أو زوجته وأولاده ؛ ثم ينظر الى أيديهم.
__________________
(١) في هامش «الف» : في نسخة : اي عقوبة.
(٢) في هامش «الف» : اي اكلا هنيئا مريئا فنصبهما على انهما مفعول مطلق. كذا.
(٣) في هامش «الف» : أي : حال كون المأكول هنيئا. بل حالان من الضمير ، وهو «الهاء».
(٤) في هامش «الف» : اي حال كونكم هنيئين. وتفسير البيضاوي على أنهما حال من الضمير فيحتمل الواو. (ع. ق).
(٥) في هامش «الف» : فيكون الأصل هنئتم هنيئا ـ على الدعاء ـ والوقف على ذكر الفعلان (كلمات لا تقرأ) فصار هنيئا مريئا فيكون (كلمة لا تقرأ) المصدرية بالنيابة عن (كلمة لا تقرأ).