بن غويمر الأسلمي» (١) على ألّا يعينه ولا يعين عليه ، ومن لجأ اليه فله من الجوار مثل ما له (أَوْ جاؤُكُمْ) عطف على الصّلة ، أي : أو الذين جاءوكم ممسكين عن قتالكم وقتال قومهم.
أو : على صفة قوم ، والتقدير : إلّا الذين يصلون الى قوم معاهدين ، أو قوم كافّين عن الحرب لكم وعليكم. ويعضد الاول «فإن اعتزلوكم» (حَصِرَتْ) حال بإضمار «قد» أي ضاقت (صُدُورُهُمْ) عن (أَنْ يُقاتِلُوكُمْ) أو كراهة أن يقاتلوكم مع قومهم (أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ) معكم وهم بنو مدلج ، (٢) أتوا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم غير مقاتلين. وهذا وما بعده نسخ بآية السيف (٣) (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ) بتقوية قلوبهم (فَلَقاتَلُوكُمْ) ولكنه لم يشأ فقذف في قلوبهم الرّعب (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ) فإن كفوا عنكم (وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ) الاستسلام أي انقادوا لكم (فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) بأخذ وقتل.
[٩١] ـ (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ) هم ناس أتوا المدينة وأظهروا الإسلام ليأمنوا المسلمين ، فلمّا رجعوا كفروا (كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ) دعوا الى الشرك (أُرْكِسُوا) انتكسوا (فِيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ) ولم يستسلموا لكم (وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ) عن قتالكم (فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) صادفتموهم (وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً) حجّة بيّنة على قتلهم وسبيهم لوضوح عداوتهم وكفرهم ، أو تسلطا ظاهرا بالإذن لكم في قتلهم.
[٩٢] ـ (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ) وما صح ، أو وما جاز له (أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً) بغير حق
__________________
(١) كذا في تفسير مجمع البيان وجوامع الجامع وتفسير الكشّاف وتفسير البيضاوي ، ولكن في النسخ التي بأيدينا : هلال بن عويم الاسلمي.
(٢) في «ج» : بنو مدحج.
(٣) وهي الآية الخامسة من سورة التوبة.