العبد المحتاج إلى المنزه عن الأولاد والأزواج ، وبارئ الخليقة من نطفة أمشاج ، أقل الناس جرما وأكثرهم جرما ، القليل عملا ، الجسيم أملا ، الكثير زللا «محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن أبي جامع» رزقه الله من العيش أرغده وجعل خير يوميه غده بمحمد وآله الطاهرين. في عدّة أيام آخرها قريب الزوال يوم الجمعة ثاني شهر ذي الحجة المبارك من شهور سنة تسعة بعد التسعمائة (انتهى).
وذكر انه كتبه عن نسخة سقيمة مغلوطة ولم يتيسّر له مقابلته وتصحيحه.
وبالجملة ان في نفس النسخة أمارات تدل على أنّ كاتبها من أهل العلم والفضيلة مضافا إلى شهادة «المحقق الكركي» له بذلك في الإجازة التي كتبها بخطه : الشيخ «شهاب الدين أحمد» ابن هذا الشيخ. وصورة الاجازة مدرجة في مجلد إجازات «البحار» صرح فيها بأن والد المجاز منه كان من المشايخ الصلحاء ، فقد عبّر عنه بقوله : الشيخ شهاب الدين أحمد بن الشيخ الصالح ابن أبي جامع ، فالظاهر أنّ المحقق الكركي إنما وصفه بذلك علما منه بحاله وصلاحه يوم كان في بلاده أوان كتابة «التنقيح» ، ولعل ذلك كان بمرأى منه ، بل يغلب على الظّن مشاركته مع «الكركي» في التلمذة على الشيخ «علي بن هلال الجزائري» الذي أجاز الكركي ، فإن هجرة الكركي من بلاده إلى مجاورة العتبات كانت سنة ٩٠٩ يعني بعد كتابة «التنقيح» وحين عزمه على التوّجه إلى العراق أجازه بتلك السنة شيخه علي بن هلال كما صرح الكركي بجميع ذلك في اجازته لصفي الدين في سنة ٩٣٧ وصورتها مدرجة في آخر مجلدات «البحار» أيضا.
وبعد تشرف المحقق الكركي إلى العراق تشرف الشيخ شهاب الدين أحمد بن هذا الشيخ الصالح وتلمّذ على المحقق الكركي سنين حتى كتب له الاجازة في سنة ٩٢٨ ، مصرحا فيها بتلمذته عنده ، ثم عاد الشيخ شهاب الدين أحمد الى بلاده واشتغل هناك ولده الشيخ نور الدين «علي» على «الشهيد الثاني» وكتب بخطه