أو دينه ، جمع شعيرة أي علامة (وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ) بالقتال فيه (وَلَا الْهَدْيَ) ما اهدى الى الكعبة جمع هدية ك «جدي» جمع جدية : السرج (وَلَا الْقَلائِدَ) جمع قلادة ، وهي ما قلد به الهدي من نعل وغيره ، علامة له فلا يتعرض له.
والنهي عن أخذها مبالغة في النهي عن الهدي ، أو : أريد ذات القلائد من الهدي. وعطفها عليه لشرفها (وَلَا آمِّينَ) قاصدين (الْبَيْتَ الْحَرامَ) بأن تقاتلوهم (يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً) ثوابه ورضاه عنهم في الآخرة ، والجملة حال من مستكن «آمّين» يعطى علة المنع.
وقيل : يبتغون رزقا منه بالتجارة ، و «رضوانا» بزعمهم ، (١) إذ قيل : نزلت الآية في المشركين حجّاج اليمامة حين همّ المسلمون أن يتعرضوا لهم. (٢) فقيل : انها منسوخة بآيات منع المشركين عن المسجد ، (٣) وقيل : محكمة إذ لا يجوز أن يبدئوا بالقتال في الأشهر الحرم (٤) ويؤيده ما اشتهر أنّ «المائدة» آخر ما نزل.
وأما آيات منعهم فمخصصة لهذه فيما إذا وصلوا وأرادوا دخول الموضع المحرّم (وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا) إباحة للاصطياد بعد زوال ما حرّمه (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ) لا يكسبنّكم (شَنَآنُ قَوْمٍ) بغضهم مصدر مضاف الى الفاعل أو المفعول. وسكّن نونه «ابن عامر» و «أبو بكر» و «نافع» (٥) (أَنْ صَدُّوكُمْ) لأن صدوكم. وكسر الهمزة «ابن كثير» و «أبو عمرو» على الشرط (٦) (عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) عام الحديبية (أَنْ تَعْتَدُوا) بقتالهم. مفعول ثان ل «يجرمنكم» إذ هو ك «كسب» يتعدى الى واحد واثنين
__________________
(١) قاله قتادة وابن عباس ـ كما في تفسير التبيان ٣ : ٤٢٣ ـ.
(٢) قاله السدّي ـ كما في تفسير روح المعاني ٦ : ٤٨.
(٣) قاله قتادة وابن عباس ـ كما في تفسير التبيان ٣ : ٤٢٣ ـ ، وانظر سورة التوبة : ٩ / ٢٨.
(٤) قاله ابن جريج ـ كما في تفسير التبيان ٣ : ٤٢٢ ـ.
(٥) حجة القراءات : ٢١٩.
(٦) حجة القراءات : ٢٢٠.