(وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى) فعل الطاعة وترك المعصية (وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) المعاصي وتعدّي حدود الله (وَاتَّقُوا اللهَ) في أوامره ومناهيه (إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) لمن عصاه.
[٣] ـ (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) ما مات بلا تذكية ، أكلا أو انتفاعا (وَالدَّمُ) مطلقا إلّا ما خرج بدليل كالمتخلّف في الذّبيحة. ولا يقيّده «أو دما مسفوحا» لعدم حجية مفهومه ، ولا منافاة (وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) رفع الصوت به للصنم ، أو ما لم يسمّ الله عليه ، سمّي غيره أم لا (وَالْمُنْخَنِقَةُ) الميتة خنقا (وَالْمَوْقُوذَةُ) المقتولة بالضّرب.
والوقذ : الضرب (وَالْمُتَرَدِّيَةُ) الساقطة من علوّ ، أو في بئر فتموت (وَالنَّطِيحَةُ) التي نطحتها اخرى فماتت. وتاؤها للنقل (وَما أَكَلَ السَّبُعُ) منه فمات (إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) أدركتم ذكاته مما يقبلها من ذلك. وفيه حياة مستقرة.
والذكاة : الذبح والنّحر على وجه مخصوص (وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ) جمع نصاب ، أو : واحد الأنصاب ، وهي أحجار كانت منصوبة حول البيت ، يذبحون عليها تقربا إليها.
وقيل : هي الأصنام (١) و «على» بمعنى اللام ، أو على أصلها ، أي : على اسم الأصنام (وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا) تطلبوا معرفة ما قسم لكم مما لم يقسم (بِالْأَزْلامِ) جمع زلم ك «جمل» و «صرد» قدح لا ريش فيه ولا نصل.
كانوا إذا قصدوا أمرا ضربوا ثلاثة قداح كتب على أحدها : «أمرني ربي».
وعلى الآخر : «نهاني ربي» والثالث غفل ، فان خرج الأمر فعلوا ، وإن خرج النهي تركوا ، وإن خرج الغفل أجالوها ثانيا.
وقيل : تطلبوا قسمة الجزور بالأزلام ، وهي عشرة ـ كما روي عن
__________________
(١) نقل هذا القول الآلوسى في تفسير روح المعاني ٦ : ٥٢.