صفة «الوزن» (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) حسناته أو ميزانها جمع موزون ، أو ميزان ، وجمع باعتبار تعدد الحسنات (فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الفائزون بالثواب.
[٩] ـ (وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) بتعريضها للعذاب (بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ) يكذبون.
[١٠] ـ (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ) في التصرف فيها (وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ) أسبابا تعيشون بها جمع «معيشة» وعن «نافع» همزة ، (١) (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) على ذلك.
[١١] ـ (وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ) أي خلقنا أباكم «آدم» عن مصوّر ثم صورناه (ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) السجود لله تكرمة لآدم (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ).
[١٢] ـ (قالَ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ) «لا» زائدة أو أريد ما حملك على أن لا تسجد إذ الممنوع عن شيء محمول على خلافه (إِذْ أَمَرْتُكَ) يفيد أن الأمر للوجوب (قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) ويقبح أمر الأفضل بالتخضع للمفضول فهو جواب من حيث المعنى كأنه قال المانع ذلك. وهو أول من تكبر ، وعلّل فضله عليه بقوله (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) ظانا ان النار خير من الطين ، وأن الفضل باعتبار العنصر ، وقد غلط في كليهما لأنّ الفضل لمن فضّله الله وقد فضل الطين على النار من جهات متعددة ، وفضل آدم على المخلوق من النور كالملائكة ، حيث أمرهم بالسجود له فضلا عن المخلوق من النار.
قال ابن عباس : «أول من قاس إبليس فأخطأ ، فمن قاس الدين برأيه قرنه الله
__________________
(١) في تفسير مجمع البيان ٢ : ٣٩٩ : وروى بعضهم عن نافع : «معائش» ممدودا مهموزا.