لاجلهم (١) وهم القادة (رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا) دعونا الى الضلال فأجبناهم (فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً) مضاعفا (مِنَ النَّارِ) إذ ضلوا وأضلوا (قالَ لِكُلٍ) من الفريقين (ضِعْفٌ) عذاب مضاعف لاجتماع الكل على الكفر (وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ) ما لكل فريق ، وقرأ «عاصم» بالياء. (٢)
[٣٩] ـ (وَقالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ) مرتب على جوابه تعالى لأخراهم ، أي فقد ثبت مساواتكم لنا في الكفر والعذاب (فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) من قولهم أو قول الله.
[٤٠] ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها) فلم يؤمنوا بها (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ) لأرواحهم أو لأعمالهم كما تفتّح لأرواح المؤمنين وأعمالهم ، وخففه «أبو عمرو» وكذا «حمزة» و «الكسائي» ولكن بالياء (٣) (وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ) يدخل البعير في ثقب الإبرة وهو مما لا يكون ، فكذا دخولهم (وَكَذلِكَ) الجزاء (نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ).
[٤١] ـ (لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ) فراش (وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ) أغطية منها. وتنوينه عوض عن الياء المحذوفة وقيل للصرف (٤) (وَكَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ).
[٤٢] ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) وعد بعد الوعيد (لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) ما دون طاقتها من العمل ، اعتراض بين المبتدأ وخبره وهو (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).
[٤٣] ـ (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ) وأخرجنا من قلوبهم الحقد والغش حتى لا يكون بينهم إلّا التواد. وعبر بالماضي لتحققه (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ) تحت
__________________
(١) اي لأجل أولاهم ـ كما في تفسير البيضاوي ٢ : ٢٢٥.
(٢) تفسير البيضاوي ٢ : ٢٢٥.
(٣) حجة القراءات : ٢٨٢.
(٤) في تفسير البيضاوي ٢ : ٢٢٦ والتنوين فيه للبدل عن الاعلال عند سيبويه وللصرف عند غيره.