سبقها (١) جبلا ، فقال لهم صالح : أدركوه عسى أن يرفع عنكم العذاب فطلبوه فلم يدركوه ، فقال لهم تصفر وجوهكم غدا وتحمر بعده وتسودّ في الثالث ثم يصبحكم العذاب» فرأوا العلامات وطلبوا قتله فأنجاه الله وتحنطوا وتكفنوا في الرابع ثم أخذتهم (٢) الرجفة فهلكوا.
[٧٩] ـ (فَتَوَلَّى) اعرض صالح (عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) خاطبهم كما خاطب رسول الله أهل قليب بدر.
[٨٠] ـ (وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ) نصب بتقدير «أرسلنا» و «إذ» ظرف له أو ب «أذكر» و «إذ» بدل منه. وهو ابن هاران أخي ابراهيم وقيل ابن خالته وأخو سارا (أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) السيئة العظيمة القبح أي إتيان الذكران (ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ) ما فعلها قبلكم أحد قطّ ، استئناف مقرر للإنكار والباء للتعدية.
[٨١] ـ (إِنَّكُمْ) (٣) وقرأ «نافع» و «حفص» «إنكم» (٤) اخبارا مستأنفا (لَتَأْتُونَ الرِّجالَ) في أدبارهم ، بيان لتلك الفاحشة (شَهْوَةً) مفعول له أو حال (مِنْ دُونِ النِّساءِ) المخلوقة لكم (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) أضرب عن الإنكار إلى الاخبار بأنهم مجاوزون الحلال الى الحرام والذم على جميع معايبهم.
[٨٢] ـ (وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا) أي لم يجيبوا نصحه إلّا بالمقابلة بالسفه بقولهم : (أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ) أي لوطا ومن اتّبعه (إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ) يتنزّهون عن أدبار الرجال.
__________________
(١) السقب : ولد الناقة.
(٢) في «ط» : ثم أخذتهم.
(٣) وفي المصحف الشريف بقراءة حفص : «إنكم» ـ كما سيشير اليه المؤلّف.
(٤) حجة القراءات : ٢٨٧.