[٨٣] ـ (فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ) أي من اتبعه (إِلَّا امْرَأَتَهُ) فإنها منافقة (كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) الباقين في العذاب.
[٨٤] ـ (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً) نوعا من المطر فظيعا. وبيّن في (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) (١) ثم قلب جبرئيل قريتهم عليهم.
وقيل القلب على حاضريهم والحجارة على مسافريهم (٢) (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ).
[٨٥] ـ (وَإِلى مَدْيَنَ) أي وأرسلنا إليهم وهم أولاد مدين بن ابراهيم (أَخاهُمْ شُعَيْباً) ابن توبة بن مدين. وأمه بنت لوط وكان يقال له خطيب الأنبياء لحسن مراجعته (٣) قومه (قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) معجزة على صدقي ولم تبين في القرآن ما هي ، (فَأَوْفُوا الْكَيْلَ) أي المكيال لقوله : (وَالْمِيزانَ) كما في «هود» (٤) أو الميزان مصدر كالميعاد (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ) ولا تنقصوهم حقوقهم وكانوا أهل كفر وبخس (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) بالكفر والمعاصي (بَعْدَ إِصْلاحِها) بالرسل والشرائع (ذلِكُمْ) المذكور (خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) مريدين الإيمان ، فاعملوا به.
[٨٦] ـ (وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ) طريق من طرق الدين أي شعبة من أصوله وفروعه ، أو من طرق القاصدين شعيبا (تُوعِدُونَ) تخوفونهم بالقتل وتمنعونهم عن الإيمان به وهو حال (وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) دينه (مَنْ آمَنَ بِهِ) بالله يتوعّدكم إياه و «من» مفعول «تصدون» إعمالا للأقرب ، ولو أعمل «توعدون» لقيل «تصدونهم»
__________________
(١) سورة الحجر : ١٥ / ٧٤.
(٢) معناه في تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٤٦ وتفسير البيضاوي ٢ : ٢٣٤.
(٣) يقال : راجعه الكلام وغيره مراجعة ، أي : عاوده.
(٤) سورة هود : ١١ / ٨٥.