أو من ذهب لا روح فيه (لَهُ خُوارٌ) صوت.
قيل لما صاغه السامري ألقى في فيه من تراب أثر فرس جبرائيل فصار حيّا. (١)
وقيل احتال لدخول الريح جوفه فصوّت. (٢) وثاني مفعولي «اتخذ» مقدّر أي إلها (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً) فكيف يتخذونه إلها مع عجزه عن مقدورهم من كلام ، ودلالة طريق (اتَّخَذُوهُ) إلها (وَكانُوا ظالِمِينَ) باتخاذه واضعين للعبادة في غير موضعها.
[١٤٩] ـ (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ) أي ندموا ، إذ النادم يعض يده فتصير مسقوطا فيها (وَرَأَوْا) علموا (أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا) بعبادة العجل (قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا) بقبول التوبة (وَيَغْفِرْ لَنا) ذنبنا ، وقرأهما «حمزة» و «الكسائي» بالتاء ، و «ربنا» منادى (٣) (لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ).
[١٥٠] ـ (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً) حزينا أو شديد الغضب (قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي) بئس خلافة خلفتمونيها بعد خروجي خلافتكم ، حيث أشركتم ، وفتح «الحرميان» ، و «أبو عمرو» : ياء «بعدي» (٤) (أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ) وعده الذي وعدنيه من الأربعين فلم تصبروا وقدّرتم موتي وأشركتم (وَأَلْقَى الْأَلْواحَ) ألواح التوراة غضبا لله فتكسرت (وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ) بذؤابته ولحيته (يَجُرُّهُ إِلَيْهِ) غضبا على قومه كما يفعل الغضبان بنفسه وكان هارون أكبر منه بثلاث سنين وأحب إلى بني إسرائيل للينه (قالَ ابْنَ أُمَ) كسره «ابن عامر» و «حمزة» و «الكسائي» و «أبو بكر» اكتفاءا بالكسر عن الياء تخفيفا ، (٥) وفتحه الباقون زيادة في التخفيف ، أو تشبيها
__________________
(١) قاله الحسن ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٨٠ ـ.
(٢) قاله الزجاج والجبائي والبلخي ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٨٠ ـ.
(٣) حجة القراءات : ٢٩٦.
(٤ ـ ٥) اتحاف فضلاء البشر ٢ : ٦٣.