ب «خمسة عشر» وذكر الأم للترقيق وكانا لأب وأم (إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي) أي قهروني وقاربوا قتلي لشدة انكاري عليهم (فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ) لا تسرهم بأن تفعل بي ما ظاهره الإهانة (وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) بعبادة العجل أي من جملتهم في إظهار الغضب عليّ.
[١٥١] ـ (قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي) قاله انقطاعا إليه تعالى لا لذنب فعلاه لامتناعه منهما ، ودفعا للشماتة بأخيه (وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ) بالإنعام علينا (وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) أرحم منا بنا بأنفسنا.
[١٥٢] ـ (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ) إلها (سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ) عذاب الآخرة ، أو أمرهم بقتل أنفسهم (وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) قتل أنفسهم ، أو الجلاء ، أو الجزية (وَكَذلِكَ) الجزاء (نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) على الله بالإشراك وغيره.
[١٥٣] ـ (وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ) من اشراك وغيره (ثُمَّ تابُوا) عنها (مِنْ بَعْدِها وَآمَنُوا) واستقاموا على الإيمان (إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها) بعد التوبة (لَغَفُورٌ) لهم (رَحِيمٌ) بهم.
[١٥٤] ـ (وَلَمَّا سَكَتَ) سكن (عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ) فيه مبالغة بجعل الغضب الحامل له على ما فعل كالآمر ، فعبر عن سكونه بالسكوت (أَخَذَ الْأَلْواحَ) التي ألقاها (وَفِي نُسْخَتِها) وفيما نسخ أي كتب (هُدىً) بيان للحق (وَرَحْمَةٌ) دعاء الى الخير (لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) يخشون. دخلت اللام على المفعول لضعف الفعل بتأخيره.
[١٥٥] ـ (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ) أي من قومه ، حذف «من» فنصبه الفعل (سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) قيل (١) أمرهم تعالى أن يختارهم ليكلمه
__________________
(١) قاله ابو علي الجبائي وأبو مسلم وجماعة من المفسرين ورواه علي بن ابراهيم في تفسيره ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٨٤ ـ.