بحضرتهم ويشهدوا له عند بني إسرائيل ، فلما سمعوا كلامه قالوا (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً) (١) ف (أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) أي الصاعقة أو الزلزلة ، فصعقوا (قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ) قبل خروجي (وَإِيَّايَ) لئلا يتهمني بنو إسرائيل (أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا) استفهام استعطاف ، أي لا تأخذنا بذنب غيرنا من طلب الممتنع وهو الرؤية فيكون الطالب بعضهم وقيل : عبادة العجل (٢) (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ) ما الرجفة إلّا ابتلاؤك ليتميّز الصابر من غيره ، أو عذابك (تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ) تتركه وشأنه فلا يوفق للصبر عليها (وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ) بلطفك فيصبر ويثبت على الإيمان (أَنْتَ وَلِيُّنا) متولي أمرنا (فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ) تغفر الذنب وتولي النعم.
[١٥٦] ـ (وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً) نعمة وتوفيق طاعة (وَفِي الْآخِرَةِ) الجنة (إِنَّا هُدْنا) تبنا (إِلَيْكَ) من هاده : أماله (قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ) من العصاة وفتح «الياء» «نافع» (٣) (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) في الدنيا البرّ والفاجر وغير المكلف (فَسَأَكْتُبُها) أثبتها في الآخرة (لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) الشرك والمعاصي (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) خصت بالذكر لفضلها أو لأنها أشقّ (وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ).
[١٥٧] ـ (الَّذِينَ) مبتدأ خبره «يأمرهم» أو خبر محذوف أي هم الذين (يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَ) محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم (الْأُمِّيَ) الذي لا يكتب ولا يقرأ (الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ) باسمه ونعته (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ) مما حرّم في شرعهم (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ) كالميتة ونحوها (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ) يخفف عنهم التكليف الشاق
__________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ٥٥.
(٢) تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٨٥ وتفسير البيضاوي ٢ : ٢٤٥.
(٣) اتحاف فضلاء البشر ٢ : ٦٤.