فانتدب أصحابه ليغنموها ، فخرجوا هم ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا ، فعلمت قريش فخرج أبو جهل بأهل مكة ليذبّوا عنها وهم النفير ، فأخذت العير الساحل فنجت ، فأشير على أبي جهل بالرجوع فأبى ، وسار الى «بدر» وقد وعد الله نبيه إحدى الطائفتين فاستشار أصحابه ، فكره بعضهم قتال النفير ، وقالوا لم نتأهب له ، انما خرجنا للعير ، فقال : العير مضت ، وهذا أبو جهل قد أقبل ، فرادّوه ، فغضب النبيّ صلىاللهعليهوآله.
فقال «سعد بن عبادة» و «المقداد» و «سعد بن معاذ» : امض لما أردت فإنّا معك لم يتخلف منّا أحد عنك ، فسرّ بذلك وقال : سيروا على بركة الله.
[٦] ـ (يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِ) أي القتال ، إذ قالوا هلا أخبرتنا لنستعد له (بَعْدَ ما تَبَيَّنَ) ظهر وعرفوا صوابه (كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ) أي هم في كراهتهم له كمن يساق الى الموت وهو يعاين أسبابه.
[٧] ـ (وَإِذْ) واذكروا إذ (يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ) العير أو النفير. و «احدى» ثاني مفعولي «يعدكم» (أَنَّها لَكُمْ) بدل اشتمال منه (وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ) أي تريدون العير لقلة الناس والسلاح فيها دون النفير لكثرة عددهم. (١)
والشوكة : الحدة ، كني بها عن الحرب (وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَ) يثبته ويظهره (بِكَلِماتِهِ) السابقة بالوعد بظهور الإسلام (وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ) آخرهم أي يستأصلهم بظفركم بالنفير.
[٨] ـ (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ) أي أمركم بقتال النفير ليظهر الإسلام ويمحق الكفر (وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) ذلك.
[٩] ـ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ) متعلق ب «ليحقّ» أو بمضمر أي اذكروا إذ تطلبون منه
__________________
(١) وفي تفسير البيضاوي : والشوكة : الحدة ، مستعار من واحدة الشوك.