وقد غلب المشركون على الماء فتمثل لهم إبليس وقال : تزعمون انكم على الحق وقد سبقتم الى الماء ، وتصلّون بالجنابة والحدث وأنتم ظماء ، فامطروا وتلبد الرمل لتثبت عليه أقدامهم ، فصنعوا الحياض واغتسلوا وتوضؤوا اطمأنوا وزالت الوسوسة (وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ) باليقين والثقة بالنصر (وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ) أي بالمطر بتبليده الرمل ، أو بالربط.
[١٢] ـ (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ) بدل ثاني ، أو متعلق ب «يثبت» (إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ) بالنصر في إعانتهم (فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا) بالتبشير بالنصر ، أو بقتل أعدائهم ، فيؤيد القول بأنهم قاتلوا ، ويكون (سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ) كالبيان ل «أني معكم» فثبتوا ، ومن منع قتالهم جعله خطابا للمؤمنين على تغيير الخطاب (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ) أي الرؤوس (وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ) أطراف أيديهم وأرجلهم.
[١٣] ـ (ذلِكَ) الضرب (بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ) أي بسبب مخالفتهم لهما (وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) بالإهلاك في الدنيا وبالنار في الآخرة.
[١٤] ـ (ذلِكُمْ) أي الأمر ذلكم (فَذُوقُوهُ) أيها الكفار في الدنيا (وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ) عطف على «ذلكم» (عَذابَ النَّارِ) في الآخرة.
[١٥] ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً) متدانين لقتالكم ، كأنهم لكثرتهم يزحفون ، أو يدنون إليكم وتدنون إليهم (فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ) منهزمين.
[١٦] ـ (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ) أي يوم لقائهم (دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ) منعطفا يريهم الفرّ وهو يريد الكرّ مكيدة (أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ) منحازا الى جماعة من المسلمين يستعين بها. ونصب «متحرفا» و «متحيزا» حالا ، أو على الاستثناء أي إلّا رجلا متحرفا أو متحيزا (فَقَدْ باءَ) رجع (بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)