وكيف كان : فتعرّف الموصوف ، وتوغّل الصّفة في النّكارة يحوج إلى إخراج أحدهما عن صرافته ، اما : بجعل الموصول مقصودا به جماعة ـ لا بأعيانهم ـ ، فيصير معهودا ذهنيا ، فيجري مجرى النّكرات كالمعرّف بلام الجنس ـ المراد به فرد غير معيّن ـ.
أو بجعل «غير» بالإضافة الى ذي الضد الواحد معيّنا تعيّن المعارف ، فينكسر إبهامه ، فيصّح وصف المعرفة به كقولهم : «عليك بالحركة غير السكون».
ورجّح هذا على سابقه بأنّ إرادة بعض غير معيّن تخدش بدليّة صراطهم من «الصراط المستقيم» ، إذ مدارها على علميّة صراطهم في الاستقامة ، وذلك انّما هو من حيث انتسابه الى كلّهم لا إلى البعض.
ولفظة «لا» بعد «واو» العطف في سياق النّفي ، تفيد توكيده والتّصريح بشموله كلا من المتعاطفين لا أنّه لمجموعهما. وصحّح مجيئها هنا تضمّن «غير» المغايرة والنّفي ، ولذا جاز «أنا زيدا غير ضارب» رعاية لجانب النّفي ، فتكون الإضافة كالعدم ، فيجوز تقديم معمول المضاف اليه على المضاف ، كما جاز : «أنا زيدا لا ضارب» وإن لم يجز في : «أنا مثل ضارب زيدا» : «أنا زيدا مثل ضارب» لامتناع وقوع المعمول حيث يمتنع وقوع العامل.
روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ أفضل سورة أنزلها الله في كتابه هي «الحمد» ، أمّ الكتاب ، وإنّها شفاء من كلّ داء». (١)
وعن الصّادق عليهالسلام : «لو قرئت الحمد على ميّت سبعين مرة ، ثم ردّت فيه الرّوح ، ما كان عجبا». (٢)
وعنه عليهالسلام أنه قال : اسم الله الأعظم مقطّع في أمّ الكتاب». (٣)
__________________
(١) رواه العياشي في تفسيره ، ١ : ٢٠ الحديث ٩.
(٢) رواه الكليني في الكافي ٢ : ٤٥٦ ـ كتاب : فضل القرآن ـ الحديث ١٦.
(٣) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ١٣٠.