والإيمان ـ لغة ـ : التصديق ، أخذ من الأمن ، وعدّته الهمزة الى مفعولين كأنّ المصدّق أمن المصدّق التكذيب. ولتضمّنه معنى الإقرار عدّي بالباء.
وشرعا ـ : التصديق بما جاء به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مع الإقرار باللسان ـ شرطا ـ أو بدونه ، وعليه الأشاعرة. أو معه ـ شطرا ـ وهو متصور الإماميّة. أو هما مع العمل ، وعليه المعتزلة.
فالمخلّ بالاعتقاد منافق ، وبالإقرار كافر ، وبالعمل فاسق ، لا كافر ـ كقول الخوارج ـ ، ولا بين المنزلتين ـ كقول المعتزلة ـ ، لاقتران الايمان بالمعاصي في آية : (وَإِنْ طائِفَتانِ) (١) ونحوها ، وبعض الأخبار. (٢) وما في بعضها من الخروج عنه بها ، (٣) محمول على نقص كماله بها ، فبطل ـ أيضا ـ إدخالهم «العمل» فيه.
و «الغيب» مصدر بمعنى : الغائب ـ ان جعلت الباء صلة للإيمان ـ فتكون للتّعدية. والمراد به : الخفيّ الّذي لا يعلمه العباد إلّا بتعليمه تعالى كالصانع وصفاته والنبوّة والشرائع والإمامة وغيبة المهدي عليهالسلام وخروجه والقيامة وأحوالها.
وإن جعل «بالغيب» حالا ، أي : متلبّسين بالغيب ، فهو بمعنى : الغيبة ، والباء :
للمصاحبة ، أي : يؤمنون حال غيبتهم لا كالمنافقين.
وقيل : الغيب : القلب (٤) فالباء للاستعانة (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) أي يعدّلون أركانها وأفعالها ، فلا يقع فيها زيغ ، من : أقام العود : إذا قوّمه.
__________________
(١) في سورة الحجرات : ٤٩ / ٩ وتمام الآية : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
(٢) ذكر العلامة المجلسي اخبارا في هذا المجال في بحار الأنوار ٦٩ : ٢٢٣ الباب ١١٤ من باب الكذب. الحديث ٤٧ وما بعده.
(٣) كما ورد في بحار الأنوار ٦٦ : ٧٣ الباب ٣٠ الحديث ٢٨.
(٤) ذكر ذلك الآلوسي في تفسير روح المعاني ١ : ٣٣.