أو : يدومون عليها ، من أقمت السّوق : إذا جعلتها نافقة ، كأنّها بالمداومة عليها جعلت نافقة.
أو : يؤدّونها ، ـ تعبيرا عن أدائها بإقامتها ، لاشتمالها على القيام ـ.
والصّلاة ـ لغة ـ الدعاء ، وسميت بها العبادة المخصوصة ، لاشتمالها عليه.
(وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) الرّزق ـ لغة ـ : الحظّ ، وعرفا ـ إعطاء الله تعالى الحيوان ما ينتفع به. ويستعمل بمعنى : المرزوق.
ودلّ إسناده اليه تعالى ومدحهم بالإنفاق منه ، على أنّ الحرام ليس منه لتعاليه سبحانه عن القبائح وعدم اقتضاء إنفاق الحرام المدح. وأنفق ـ وما وافقه في «الفاء» و «العين» ـ دال على معنى الخروج والذّهاب. وتقديم المفعول للاهتمام به لحلّيته. ورعايته الفواصل وإدخال «من» التبعيضية عليه للكفّ عن التّبذير.
والمراد به ، قيل : كلّ مال صرف في سبيل الخير ـ فرضا أو نفلا ـ (١) وقيل : الزكاة المفروضة ، (٢) لاقترانه بأختها. وقيل : نفقة الرّجل على أهله ، (٣) لنزولها قبل فرض الزكاة. وعن الصادق عليهالسلام : «معناه ممّا علّمناهم يبثّون». (٤)
[٤] ـ (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ) هم إمّا : مؤمنو أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأمثاله ، عطف على «الذين يؤمنون بالغيب» فيشاركونهم في صفة التّقوى ، أو : على «المتّقين» ، كأنّه قيل : هدى لأولئك وهؤلاء.
وإمّا الأوّلون بأعيانهم. ووسّط العاطف على معنى : انهم الجامعون بين تلك الصفات وهذه (بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) القرآن والشريعة بأسرهما. والتّعبير بالماضي مع أنّ
__________________
(١) ذكره الطوسي في تفسير التبيان ١ : ٥٨.
(٢) قاله ابن عباس ـ كما في تفسير مجمع البيان : ١ : ٣٩ وتفسير التبيان ١ : ٥٨ والجامع ١ : ١٧٩ ـ.
(٣) قاله ابن مسعود ـ كما في تفسير مجمع البيان : ١ : ٣٩ وتفسير التبيان ١ : ٥٨ والجامع ١ : ١٧٩ ـ.
(٤) رواه الحويزي في نور الثقلين ١ / ٢٦ الحديث ٥ والطبرسي في تفسير مجمع البيان ١ : ٣٩.