ونحو ذلك. (وَما يَخْدَعُونَ) (١) (إِلَّا أَنْفُسَهُمْ) قرأه «نافع» ، و «ابن كثير» ، و «أبو عمرو» ، (٢) أي : ضرر خداعهم إنّما يعود إليهم ، أو أنهم خدعوا أنفسهم حيث منّوها الأباطيل ، وخدعتهم هي كذلك. وقرأ الباقون «وما يخدعون». (٣)
والنّفس : ذات الشّيء ؛ ثمّ قيل للرّوح والقلب ، لأنّه متعلقها أو محلّها ، وللدّم ؛ لأنّ قوامها به ، وللماء ، لفرط فقرها اليه وللرأي ؛ لانبعاثه عنها ، أو لشبهه بذات تشاور. (٤) والمراد ـ هنا ـ : ذواتهم أو أرواحهم وآراؤهم. (وَما يَشْعُرُونَ) الشّعور : الإحساس ، جعل لحوق ضرر الخداع بهم كالمحسوس ، وهم لفرط غفلتهم كفاقد الحسّ.
[١٠] ـ (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) تقرير لعدم شعورهم ، أو استئناف لذكر سببه ومرض قلوبهم إما على الحقيقة : وهو الألم ـ حيث كانت متألّمة حزنا على فوت الرئاسة منهم وحنقا على الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والمؤمنين ـ.
أو مجاز عن الكفر والغلّ وحبّ المعاصي ونحوها مما هو آفة شبيهة بالمرض ، فإنّ قلوبهم كانت مأوّفة (٥) بذلك.
أو عن الجبن الذي داخل قلوبهم حين رأوا شوكة المسلمين وقذف الله في قلوبهم الرّعب. (فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) زادهم تألّما بإعلاء شأن رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو طبعا على قلوبهم.
والإسناد إليه تعالى لأنه مسبّب ، (٦) أو جبنا بتضاعف النّصر لرسوله صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «وما يخدعون».
(٢) حجة القراءات : ٨٧.
(٣) وهم : «عاصم» و «ابن عامر» و «حمزة» و «الكسائي» ـ كما في حجة القراءات : ٨٧.
(٤) من المشاورة وقد ورد في تفسير البيضاوي : ١ : ٨٠ ـ ٨١ أو يشبه ذاتا ما تأمره وتشير عليه.
(٥) من الآفة ، وهي العاهة ـ كما في مختار الصحاح «أوف» ـ.
(٦) في «د» لأنه سبب.