والممكن والممتنع ، وخصّصه العقل هنا بالممكن.
و «القدير» : الفعّال لما يشاء على ما يشاء.
والتّمثيل إمّا مركّب تشبيه لحال المنافقين في الشّدة والدّهشة بحال من أخذه المطر في ليل مظلم مع رعد قاصف وبرق خاطف وخوف من الصّواعق.
أو مفرّق تشبيه لذواتهم بذوي الصّيّب ، وـ إيمانهم المشوب بالكفر ـ بصيّب فيه ظلمات ورعد وبرق ، فإنّه وإن كان رحمة في نفسه لكنّه عاد نقمة في هذه الصّورة ، ونفاقهم حذرا ممّا يطرق به غيرهم من الكفرة بجعل الأصابع في الآذان من الصّواعق حذر الموت ، وتحيّرهم بشدّة الأمر ـ بأنّهم كلّما أضاء لهم انتهزوا الفرصة فمشوا قليلا ، وإذا أظلم عليهم وقفوا متحيّرين ، والمثل الأول يجري فيه الوجهان كما أشير اليه (فتدبّر).
[٢١] ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) لمّا ذكر تعالى فرق المكلّفين وأحوالهم ، التفت إليهم بالخطاب تنشيطا للسّامع.
و «يا» لنداء البعيد ويستعمل في القريب منزلا منزلته إمّا لعظمته ك «يا الله» أو لغفلته ، أو للاعتناء بالمدعوّ له ، و «أيّ» وصلة إلى نداء المعرّف باللّام لتعذّر دخول «يا» عليه ، وأعطي حكم المنادى وجعل ذو اللّام صفة موضحة له ملتزما رفعه لأنّه المقصود ، وأقحمت بينهما «هاء ـ التّنبيه ـ» تأكيدا وتعويضا لأيّ من الإضافة.
والخطاب للمكلّفين الموجودين ، ويدخل من سيوجد بدليل خارجي ـ لقبح خطاب المعدوم ـ ، والمأمور به المشترك بين إحداث العبادة والزّيادة فيها والثّبات عليها ، فالمراد ـ من الكفار ـ : إحداثها بعد الإتيان بما تتوقف عليه ، ومن المؤمنين : الزّيادة والثّبات (الَّذِي خَلَقَكُمْ) صفة جاءت للتعظيم والتعليل.
و «الخلق» إيجاد الشّيء على تقدير (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) : وخلق الذين تقدموكم من الأمم (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) حال من فاعل «اعبدوا» كأنه قيل : اعبدوا ربّكم