وقيل : عهوده ـ تعالى ـ ثلاثة : (١) عهد أخذه على جميع ذرّية «آدم» بالإقرار بربوبيّته. (٢)
وعهد أخذه على النّبيين بإقامة الدّين وعدم التفرق فيه. (٣)
وعهد أخذه على العلماء بتبيين الحق وعدم كتمه. (٤) (مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) الضمير للعهد ، أي : ما وثّق الله به عهده من كتبه وآياته ، أو : ما وثّقوه به ـ من التزامه ـ ، أو بمعنى المصدر. و «من» للابتداء ، أو زائدة. (وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) يقطعون صلة النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والمؤمنين ، أو الأرحام ، أو ما بين الأنبياء من الاجتماع على الحقّ بإيمانهم ببعض دون بعض ويحتمل : كلّ قطيعة لا يرضاها الله تعالى.
والأمر : القول المطلوب به الفعل استعلاء. و «أن يوصل» بدل من هاء «به» أو «ما». (وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) بالدّعاء. إلى الكفر ، أو قطع الطّريق ، أو نقض العهد ، أو كلّ معصية تعدّى ضررها إلى غير فاعلها. (أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) لاستبدالهم النّقض بالوفاء ، والقطع بالوصل ، والفساد بالصّلاح ، والعقاب بالثواب ، فهم كمن ضيّع رأس ماله.
[٢٨] ـ (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ) استفهام للتعجيب والإنكار للحال التي يقع عليها كفرهم ؛ ويلزمه إنكار كفرهم ، إذ الموجود لا ينفك عن حال فإذا أنكر أن يكون لكفرهم حال يوجد عليها ، فقد أنكر وجوده ، فهو أبلغ في إنكاره من «أتكفرون». لما وصف الكافرين بما وصف التفت وخاطبهم بالتوبيخ على كفرهم ـ مع علمهم بما
__________________
(١) قاله الزمخشري في تفسير الكشّاف : ١ / ٢٦٨.
(٢) وهو ما ورد في الأعراف : ٧ / ١٧١.
(٣) وقد ورد في سورة الأحزاب : ٣٣ / ٧.
(٤) وهو ما ورد في سورة آل عمران : ٣ / ١٨٧.