(كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) (١) ـ ١٧ ـ ما ينامون (وَبِالْأَسْحارِ) يعنى آخر الليل (هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ـ ١٨ ـ يعنى يصلون (وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ) يعنى المسكين (وَالْمَحْرُومِ) ـ ١٩ ـ الفقير الذي لا سهم له ، ولم يجعل الله للفقراء سهما فى الفيء ولا فى الخمس «فمن سمى الفقير المحروم» (٢) لأن الله حرمهم نصيبهم ، فلما نزلت براءة بدأ الله بهم فقال ـ تعالى ـ (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ ...) (٣) فبدأ بهم ، فنسخت (٤) هذه الآية (الْمَحْرُومِ) ثم قال : (وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ) ـ ٢٠ ـ يعنى ما فيها من الجبال والبحار والأشجار والثمار والنبت عاما بعام ففي هذا كله «آيات» يعنى عبرة «للموقنين» بالرب ـ تعالى ـ لتعرفوا صنعه «فتوحدوه» (٥) (وَفِي) خلق (أَنْفُسِكُمْ) حين كنتم نطفة ، ثم علفة ، ثم مضغة ، ثم عظاما ، ثم لحما ، ثم ينفخ فيه الروح ، ففي هذا كله آية (أَفَلا) يعنى أفهلا (تُبْصِرُونَ) ـ ٢١ ـ قدرة الرب ـ تعالى ـ أن الذي خلقكم قادر على أن يبعثكم كما خلقكم ، ثم قال (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ) يعنى المطر (وَما تُوعَدُونَ) ـ ٢٢ ـ من أمر الساعة ، ثم أقسم الرب ـ تعالى ـ بنفسه فقال : (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌ) يعنى لكائن يعنى أمر الساعة (مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) ـ ٢٣ ـ يعنى تتكلمون ، (هَلْ أَتاكَ) يعنى قد أتاك يا محمد (حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) ـ ٢٤ ـ يعنى جبريل وميكائيل ، وملك آخر أكرمهم إبراهيم وأحسن القيام ، ورأى هيئتهم
__________________
(١) (مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) : ساقطة من أ.
(٢) وردت فى أ ، ف : «فمن ثم سموا الفقير المحروم» والأنسب ما ذكرت.
(٣) سورة التوبة : ٦٠.
(٤) أطلق النسخ بمعناه اللغوي وهو مجرد التغيير وليس بمعناه الأصولى ، وهو رفع الشارع حكما شرعيا سابقا بحكم شرعي لاحق.
(٥) فى أ : «فتوحدونه».
تفسير مقائل ج ٤ ـ م ٩