ولكنها من فضة وذلك أن قوارير الدنيا من ترابها وقوارير الجنة من فضة فذلك قوله : (كانَتْ قَوارِيرَا) ثم قطعها ، ثم استأنف فقال : (قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً) ـ ١٦ ـ يعنى فدرت الأكواب على الإناء وقدر الإناء على كف الخادم ورى القوم ، فذلك قوله : (قَدَّرُوها تَقْدِيراً) قال : (وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً) يعنى خمرا وكل شراب فى الإناء ليس بخمر ، وليس هو بكأس قال : (كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً) ـ ١٧ ـ يعنى كأنما قد مزج فيه الزنجبيل ، قوله : (عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً) ـ ١٨ ـ «تسيل (١)» عليهم من جنة عدن فتمر على كل جنة ، «ثم ترجع لهم الجنة كلها (٢)». وأما قوله : (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ) فأما الولدان فهم الغلمان الذين لا يشيبون أبدا «مخلدون» يعنى لا يحتلمون ، «ولا يشيبون (٣) أبدا» هم على تلك الحال لا يختلفون «ولا يكبرون (٤)» ، قال : (إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً) ـ ١٩ ـ فى الحسن والبياض يعنى فى الكثرة ، مثل اللؤلؤ المنثور الذي لا يتناهى عدده ، قوله : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ) يعنى «هنالك (٥)» فى الجنة رأيت ، (نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً) ـ ٢٠ ـ وذلك أن الرجل من أهل الجنة له قصر ، فى ذلك القصر سبعون قصرا ، فى كل قصر سبعون بيتا ، كل بيت من لؤلؤة مجوفة طولها فى السماء فرسخ ، وعرضها فرسخ ، عليها أربعة ألف مصراع من ذهب ، فى ذلك البيت سرير منسوج
__________________
(١) فى أ : «لأنه تسبل». ولعل أصلها : «لأنها تسيل». والمثبت من ف.
(٢) كذا فى أ ، وفى ف : «نعم الجنة كلها».
(٣) من ف ، وفى أ : «ولا يموت أحدهم».
(٤) فى أ : «ولا يكبرون ، غلمان». والمثبت من ف.
(٥) فى أ : «مثالك» ، والأنسب : «هنالك».