الله ، كلني إنى كنت أرعى فى روضة كذا وكذا من رياض الجنة ، فيحلون عليه أصواتها (١)» فيرفع بصره فينظر إليهم ، فينظر إلى أزهاها صوتا ، وأجودها نعتا ، فيشتهيها فيعلم الله ما وراء شهوته فى قلبه من حبه ، فيجيء الطير فيقع على المائدة بعضه قديد ، وبعضه شواء ، أشد بياضا من الثلج ، وأحلى من العسل ، فيأكل حتى إذا شبع منها ، واكتفى طارت طيرا كما كانت ، فتخرج من الباب الذي كانت دخلت منه ، «فهو (٢)» على الأرائك وزوجته مستقبلة (٣) ، يبصر وجهه فى وجهها من الصفاء والبياض ، كلما أراد أن يجامعها ينظر إليها فيستحى أن يدعوها ، فتعلم ما يريد منها زوجها فتدنو إليه ، فتقول : بأبى وأمى ، ارفع رأسك فانظر إلى فإنك اليوم لي ، وأنا لك فيجامعها على قوة مائة رجل من الأولين ، وعلى شهوة أربعين رجلا كلما أتاها وجدها عذراء ، «لا يغفل (٤)» عنها مقدار أربعين يوما ، فإذا فرغ وجد ريح المسك منها فيزداد حبالها ، فيها أربعة آلاف وثمانمائة زوجة «مثلها (٥) لكل زوجة» سبعون خادما وجارية.
حدثنا عبد الله بن ثابت قال : حدثني أبى قال : حدثنا الهذيل عن مقاتل ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن على بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ قال : لو أن جارية أو خادما خرجت إلى الدنيا لاقتتل عليها أهل الأرض كلهم «حتى يتفانوا (٦)».
__________________
(١) فى أ : «فيحلون عليه أصوات» ، وفى ف : «فيحلون عليه أصواتها».
(٢) فى أ ، ف : «فهو» ، والأنسب : «وهو».
(٣) كذا فى أ ، ف ، والمعنى أن وجهها يقابل وجهه.
(٤) فى أ : «لا يدخل» ، وفى ف : «لا يقفل».
(٥) من ف ، وفى أ : زيادة : «لكل زوجة مثلها» وهو خطأ من الناسخ.
(٦) فى أ : «حتى يتفانون» ، وفى ف : «حتى يتفانوا».