ولو أن الحور العين أرخت ذؤابتها فى الأرض لأطفأت الشمس من نورها ، قيل : يا رسول الله ، وكم بين الخادم والمخدوم؟ قال : والذي نفسي بيده ، إن بين الخادم والمخدوم كالكوكب «المضيء (١)» إلى جنب القمر فى النصف ، قال : فبينما هو جالس على سريره إذ يبعث الله ـ عزوجل ـ إليه ملكا معه سبعون حلة كل حلة على لون واحد (٢) ، ومعه التسليم والرضا فيجيء الملك حتى يقوم على بابه ، فيقول لحاجبه : ائذن لي على ولى الله ، فإنى رسول رب العالمين إليه. فيقول الحاجب : والله ، ما أملك منه المناجاة ، ولكن سأذكرك إلى من يليني من الحجبة. فلا يزالون يذكرون بعضهم إلى بعض حتى يأتيه الخبر بعد سبعين بابا ، يقول : يا ولى الله ، إن رسول رب العزة على الباب (٣) ، فيأذن له بالدخول عليه. فيقول : السلام عليك ، يا ولى الله ، إن الله يقرئك السلام وهو عنك راض ، فلو لا أن الله ـ تعالى ـ لم يقض عليه الموت لمات من الفرح. فذلك قوله : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ) يا محمد ، ثم : يعنى هناك رأيت «نعيما» يعنى بالنعيم الذي هو فيه (وَمُلْكاً كَبِيراً) حين لا يدخل عليه رسول رب العزة إلا بإذن. «ثم قال (٤)» : (عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) يعنى الديباج ، وإنما قال عاليهم لأن الذي يلي جسده حريرة بيضاء ، قال : (وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ) وقال فى آية أخرى يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ، فهي «ثلاث (٥)»
__________________
(١) فى أ : «المظلم» ، وفى ف : «المضيء».
(٢) فى أ ، ف زيادة : «قد غاب بين إصبعى الملك».
(٣) وهذا من التجسيم الذي عيب على مقاتل بن سليمان ، وانظر مقدمتي لهذا التفسير فى باب : مقاتل وعلم الكلام.
(٤) فى أ : «فقال».
(٥) فى أ ، ف : «ثلاثة».