فقالوا : من أنتما؟ قالا : من بنى عامر. لأنهم كانوا «قريبا» (١) من بنى عامر بالمدينة ولا يشعران بصنيع بنى عامر. فقالوا : «هذان» (٢) من الذين قاتلوا إخواننا ، فقتلوهما وسلبوهما ، ثم دخلوا على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ليخبروه فوجدوا الخبر قد سبق إليه ، ثم قالوا : يا نبى الله ، غشينا المدينة عند المساء فلقينا رجلين من بنى عامر فقتلناهما ، وهذا سلبهما. فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : بل هما من بنى سليم من حلفائى بئسما صنعتما ، هذان رجلان من بنى سليم كانا جاءا فى أمر الموادعة. فنزلت فيهم (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) يقول لا تعجلوا بقتل أحد ، ولا بأمر حتى تستأمروا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فوعظهم فى ذلك ، وأقبل قوم السلميين ، فقالوا للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إن صاحبينا قتلا عندك. فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إن صاحبيكم اعتزيا إلى عدونا فقتلا جميعا ، وأخبرهم الخبر ولكنا سنعقل عن صاحبيكم لكل واحد منهما مائه [١٦٤ ب] من الإبل فجعل دية المشرك المعاهد كدية الحر المسلم ، قال : (وَاتَّقُوا اللهَ) فى المعاصي (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لمقالتكم (عَلِيمٌ) ـ ١ ـ بخلقه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ) يعنى كلامكم (فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ) يعنى فوق كلام النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : احفظوا الكلام عنده ، نزلت هذه الآية فى ثابت بن قيس ، وشماس الأنصارى من بنى الحارث بن الخزرج وكان فى أذنيه وقر ، وكان إذا تكلم عند النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ رفع صوته ، ثم قال : (وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ) وفيه نزلت هذه الآية
__________________
(١) فى ا ، ف ، م : «قريب». والأنسب «قريبا» لأنه خبر كان.
(٢) فى الأصل : «هذين».