فى الابتلاء والملامة ، لقوله تعالى : (وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً)(١). وابتلى موسى بفراق أمّه فوقع على أثره فى قبض فرعون لقوله تعالى : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ)(٢). وابتلى صلىاللهعليهوسلم بفراق مكّة فصار على أثره فى دار الهجرة والمهاجرة : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ)(٣). وابتلى يوسف بفراق أبيه فوقع على أثره فى بئر الوحشة وحبس البليّة : (وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِ)(٤). وابتلى يعقوب بفراق يوسف فوقع فى بيت الأحزان وزاوية الهموم وتوظّفته الآلام والغموم : (إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ)(٥) ، ثم انتقل من زاوية المحنة إلى بسط المنحة وعالم البشرى والمسرّة. قال :
ورد البشير مبشّرا بقدومه |
|
فملئت من قول البشير سرورا |
/ والله لو قنع البشير بمهجتى |
|
أعطيته ورأيت ذاك يسيرا |
لو قال هب لى ناظريك لقلتها |
|
خذ ناظرىّ فما سألت كثيرا |
وكأنّنى يعقوب من فرحى به |
|
إذ عاد من شمّ القميص بصيرا |
__________________
(١) الآية ٣٤ سورة ص
(٢) الآية ٨ سورة القصص
(٣) الآية ٩ سورة الحشر
(٤) الآية ١٠ سورة يوسف
(٥) الآية ٨٦ سورة يوسف