٤ ـ ويكشف القسم الرابع الستار عن غَدر المنافقين ونقضهم العهد ونكثهم له ويعطي أمثلةً من أعذارهم الواهية في مسألة عدم مشاركتهم النبي جهاده المشركين والكفار.
٥ ـ وفي قسم آخر يقع الكلام على طلبات «المنافقين» في غير محلّها.
٦ ـ والقسم السادس يوضح من هم المعذورون الذين لا حرج عليهم.
٧ ـ وأخيراً يتحدث عن خصائص أصحاب النبي وأتباعه في طريقته وسنّته وصفاتهم التي يتميّزون بها.
فضيلة تلاوة السورة : في ثواب الأعمال عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : «حصّنوا أموالكم ونساءكم وما ملكت أيمانكم من التلف بقراءة (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) فإنّه إذا كان ممّن يدمن قراءتها نادى مناد يوم القيامة حتى يسمع الخلائق أنت من عبادي المخلصين ، ألحقوه بالصالحين من عبادي وادخلوه جنات النعيم واسقوه من الرحيق المختوم بمزاج الكافور».
ومن الواضح أنّ الهدف الأصلي من تلاوة هذه السورة هو تطبيق أعمال القارئ وخلقه وطبعه على مفاد هذه السورة ومضامينها.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) (١)
الفتح المبين : في الآية الاولى من هذه السورة بشرى عظيمة للنبي صلىاللهعليهوآله بشرى هي عند النبي طبقاً لبعض الرّوايات أحبّ إليه من الدنيا وما فيها ، إذ تقول الآية : (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا).
وهو إشارة إلى ما كان من نصيب للمسلمين من الفتح الكبير على أثر «صلح الحديبية».
ومن الأفضل وقبل الولوج في تفسير الآيات أن نعرض قصة صلح الحديبية ليتّضح «المقام» وليكون هذا العرض بمثابة شأن نزول الآيات أيضاً.
قصة صلح الحديبية : في السنة السادسة خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله معتمراً في ذي القعدة لا يريد حرباً ومعه جماعة من المهاجرين والأنصار ومن تبعه من الأعراب ألف وأربعمائة وساق الهَدْىَ معه سبعين بَدَنة ليعلم الناس أنّه إنّما جاء زائراً للبيت فلما بلغ عُسفان لقيه بسر بن سفيان الكعبي فقال : يا رسول الله هذه قريش قد سمعوا بمسيرك فاجتمعوا بذي طوى يحلفون بالله لا تدخلها عليهم أبداً.