ب) كشف المنافقين ، وفضح الأعداء الداخليين الخطرين.
ج) جبران الذكرى الأليمة لهزيمة احد.
د) قوة المسلمين ، وازدياد هيبتهم في قلوب الأعداء.
ه) إرتفاع معنويات المسلمين نتيجة للمعجزات العظيمة التي رأوها في هذه المعركة.
و) تثبيت مركز النبي صلىاللهعليهوآله في داخل المدينة وخارجها.
ز) تهيؤ الأرضية لتصفية المدينة وإنقاذها من شرّ بني قريظة.
(وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (٢٦) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) (٢٧)
غزوة بني قريظة إنتصار عظيم آخر : كان في المدينة ثلاث طوائف معروفة من اليهود ، وهم : بنو قريظة ، وبنو النضير ، وبنو قينقاع ، وكانت هذه الطوائف قد عاهدت النبي صلىاللهعليهوآله على أن لا تعين عدوّاً له ولا يتجسّسوا لذلك العدوّ ، إلّاأنّ «بني قينقاع» قد نقضوا عهدهم في السنة الثانية للهجرة ، و «بنو النضير» في السنة الرابعة للهجرة بأعذار شتّى ، وصمّموا على مواجهة النبي صلىاللهعليهوآله وانهارت مقاومتهم في النهاية ، وطردوا إلى خارج المدينة. بناءً على هذا ، فإنّ «بني قريظة» كانوا آخر من بقي في المدينة إلى السنة الخامسة للهجرة حيث وقعت غزوة الأحزاب ، فإنّهم اتّصلوا بمشركي العرب ، وشهروا السيوف بوجه المسلمين.
بعد انتهاء غزوة الأحزاب فإنّ النبي صلىاللهعليهوآله عاد إلى منزله ، فنزل عليه جبرئيل بأمر الله وقال : لماذا ألقيت سلاحك وهذه الملائكة قد استعدّت للحرب؟ عليك أن تسير الآن نحو بني قريظة وتنهي أمرهم.
كان المسلمون في حرارة الإنتصار ، وبنو قريظة يعيشون لوعة الهزيمة المرّة ، وهم في طريقهم إلى ديارهم يجرّون أذيال الخيبة.
هنا نادى مناد من قبل رسول الله صلىاللهعليهوآله بأن توجّهوا إلى بني قريظة قبل أن تصلّوا العصر ، فاستعدّ المسلمون بسرعة وتهيّئوا للمسير إلى الحرب ، وما كادت الشمس تغرب إلّاوكانت حصون بني قريظة المحكمة محاصرة تماماً.
لقد استمرت هذه المحاصرة خمسة وعشرين يوماً ، وأخير سلّموا جميعاً فقُتل بعضهم ، واضيف إلى سجل إنتصارات المسلمين إنتصار عظيم آخر.