(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (٢٨) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (٢٩) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (٣٠) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً) (٣١)
سبب النّزول
في تفسير علي بن إبراهيم : لمّا رجع رسول الله صلىاللهعليهوآله من غزاة خيبر وأصاب كنز آل أبي الحقيق ، قلن أزواجه أعطنا ما أصبت ، فقال لهن رسول الله صلىاللهعليهوآله قسمته بين المسلمين على ما أمر الله فغضبن من ذلك وقلن لعلّك ترى أنّك إن طلقتنا أن لا نجد الأكفاء من قومنا يتزوجونا فانف الله لرسوله فأمره أن يعتزلهن فاعتزلهن رسول الله صلىاللهعليهوآله في مشربة أم إبراهيم تسعة وعشرين يوماً حتى حضن وطهرن ثم أنزل الله هذه الآية وهي آية التخيير فقال (يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لِأَزْوَاجِكَ) إلى قوله (أَجْرًا عَظِيمًا) فقامت أم سلمة وهي أوّل من قامت وقالت قد اخترت الله ورسوله فقمن كلهن فعانقنه وقلن مثل ذلك فأنزل الله (تُرْجِى مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتْوِى إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ) الآية.
التّفسير
أمّا السعادة الخالدة أو زخارف الدنيا : لم يعزب عن أذهانكم أنّ الآيات الاولى من هذه السورة قد توّجت نساء النبي بتاج الفخر حيث سمّتهن ب (أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ). ومن البديهي أنّ المناصب والمقامات الحساسة التي تبعث على الفخر تصاحبها مسؤوليات ثقيلة ، فكيف يمكن أن تكون نساء النبي امّهات المؤمنين وقلوبهن وأفكارهن مشغولة بحبّ الدنيا ومغرياتها؟
وبغضّ النظر عن ذلك ، فإنّ النبي صلىاللهعليهوآله يجب أن لا يكون لوحده اسوةً للناس بحكم الآيات السابقة ، بل يجب أن تكون عائلته اسوة لباقي العوائل أيضاً ، ونساؤه قدوة للنساء المؤمنات حتى تقوم القيامة.