أراد أن لهم ذنوبا جمة كثيرة العدد ، وأن هذا الذنب مع عظمه بعضها وواحد منها.
(لَفاسِقُونَ) الفاسقون ، المتمردون فى الكفر المعتدون فيه. يعنى أن التولي عن حكم الله من التمرد العظيم والاعتداء فى الكفر.
٥٠ ـ (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) :
(أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ) قيل : إن قريظة والنضير طلبوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يحكم بما كان يحكم به أهل الجاهلية من التفاضل بين القتلى ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : القتلى بواء. فقال بنو النضير : نحن لا نرضى بذلك ، فنزلت.
(لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) اللام للبيان.
٥١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) :
(لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ) تنصرونهم وتستنصرونهم وتؤاخونهم وتصادقونهم وتعاشرونهم معاشرة المؤمنين.
(بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) تعليل ، أي إنما يوالى بعضهم بعضا لاتحاد ملتهم واجتماعهم فى الكفر.
(وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) من جملتهم وحكمه حكمهم.
(إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) يعنى الذين ظلموا أنفسهم بموالاة الكفر ، يمنعهم الله ألطافه ويخذلهم بقتالهم.
٥٢ ـ (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ) :