صارت غير طيبة ، حيث استغلها لئام اليهود ، ولووا بها ألسنتهم ، لتوافق كلمة سب عندهم في العبرية.
وأقل ما يقال في شأن رسول الله أنه معلم ، وان المسلمين تلاميذه ، ولا يليق من التلميذ أن يخاطب أستاذه مخاطبة الانداد للانداد ، ولذلك جاء في «تفسير المنار» هذه العبارة :
«لا شك أن من يعامل أستاذه ومرشده معاملة المساواة في القول والعمل ، يقل احترامه له ، وتزول هيبته من نفسه ، حتى تقل الاستفادة منه أو تعدم. واذا لم تزل الاستفادة منه ، من حيث كونه معلما ، فانها تقل وتزول لا محالة من حيث كونه مربيا ، لأن المدار في التربية على التأسي والقدوة ، ومن أراه مثلي لا أرضاه اماما ولا قدوة لي ، فان رضيته بالمواضعة والتقليد ، وكذبتني المعاملة ، فأي قيمة لهذا الرضى ، والعبرة بما في الواقع ونفس الأمر ، وهو أن من اعتقد ان امرأ فوقه علما وكمالا ، وأنه في حاجة الى الاستفادة من علمه وارشاده ، ومن أخلاقه وآدابه ، فانه لا يستطيع أن يسوي نفسه به في المعاملة القولية ولا الفعلية ، الا ما يكون من فلتات اللسان ومن اللمم (١).
وعن مثل هذا نهي الصحابة رضي الله عنهم ، لئلا يجرهم الأنس به صلىاللهعليهوآلهوسلم وكرم أخلاقه الى تعدي حدود الادب الواجب معه ، الذي لا تكتمل التربية الا بكماله ، وهو تعالى يقول :
«لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ»(٢).
* * *
__________________
(١) اللمم : صغائر الذنوب.
(٢) سورة الاحزاب ، الآية ٢١.