أخاه عبيد بن عمير ، وعلي بن أبي طالب وحمزة وعبيدة قتلوا عتبه وشيبه والوليد بن عتبة يوم بدر ، وأخبر أن هؤلاء لم يوادوا أقاربهم وعشائرهم غضبا لله ودينه ...» الخ.
ويقول القرآن الحكيم في سورة آل عمران :
«لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ»(١).
لا ينبغي للمؤمنين أن يتخذوا الكافرين أولياء أصحاب مودة لهم ، أو أن يستعينوا بهم أو يلتجئوا اليهم ، ويجب أن تكون المودة والموالاة مع المؤمنين ، الا أن يكون الكفار غالبين والمؤمنون مغلوبين فيحار المؤمن ان لم يظهر موافقتهم ولم يحسن العشرة معهم ، فعند ذلك يجوز له اظهار موافقتهم بلسانه ومداراتهم تقية منه ودفعا عن نفسه ، من غير أن يعتقد ذلك.
* * *
ولقد ورد ذكر المودة في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ففي صحيح البخاري جاء قول الرسول : «ان أمنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الاسلام ومودته». وانما لم يتخذ النبي أبا بكر خليلا لأن خلته ـ أي محبته التي تتخلل القلب فتصير في باطنه ـ كانت مقصورة على حب الله تعالى ، فليس فيها لغيره متسع ولا شركة ، وهذه حال شريفة لا ينالها
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية ٢٨.