والتعبير يجمل هذا كله ، ويجمل معاني أخرى كثيرة وصورا شتى للحياة المتجددة تكمن كلها في كلمات قليلة :
«اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ» ، فكل صورة من صور الحياة ، وكل معنى من معانيها المتجددة ، سواء كانت مستمرة في الضمير ، أو بادية للعيان ، كلها تتراءى من خلال العبارة المجملة وتنبض في الوجدان : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ».
ويمجد القرآن ذكر المؤمنين الذين تحلوا بفضيلة الاستجابة ، فدفعتهم الى مواصلة الجهاد والعطاء والفداء ، على الرغم من آلامهم وجراحهم ، فيقول عنهم في سورة آل عمران :
«الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ، الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»(١).
يقصد هؤلاء الذي سارعوا الى اجابة الرسول عليه الصلاة والسلام حين أمرهم بالخروج معه الى مواصلة الكفاح والنضال بعد غزوة أحد ، فان الرسول ندبهم ـ على الرغم من الآلام والجراح ـ الى الخروج لمتابعة آثار المشركين ، لأن المشركين بعد الغزوة تلاوموا في الطريق وهم عائدون من غزوة أحد ، وقال بعضهم لبعض :
لم تصنعوا شيئا ، أصبتم شوكتهم وحدهم ، وتركتموهم وقد بقي
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية ١٧٢ و ١٧٣.