وذكرت النهي عن المنكر ، وهذا يقتضي انتهاء الناهي عن المنكر أولا ، وهو يحتاج الى عزيمة ، كما ان القيام بالنهي عن المنكر يحتاج الى صبر واحتمال وعزيمة.
وذكرت الصبر على ما يصيب الانسان ، وهذا الصبر يحتاج الى عزيمة أي عزيمة.
هذه الفضائل الاربع تتجلى فيها العزيمة الراشدة ، ولذلك ختمت الآية بقوله : «إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ».
هذا ، ولقد أخذ القرآن الكريم على آدم ـ عليهالسلام ـ «أن الشيطان وسوس اليه فحال بينه وبين قوة العزم ، في موطن من المواطن ، وهو موقف الأكل من الشجرة في الجنة ، فقال في سورة طه :
«وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً»(١).
أي لم نجد له صبرا أو عزيمة ، حيث لم يحترز عن الغفلة ، ولم يحرص على الاحتياط في الاجتهاد ، فأنساه الشيطان عهده ، فأكل من الشجرة.
* * *
ثم نأتي الى حديث العزيمة في هدى سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وهو المثل الاعلى في الصبر والثبات والعزيمة. وهو الذي كان يدعو ربه فيقول : «اللهم اني أسألك العزيمة في الرشد». والذي قال لنا : «خير الأمور عوازمها» أي فرائضها التي عزم الله علينا بفعلها ، أو هي ما أكدت رأيك وعزمك عليه ، ووفّيت بعهد الله تعالى فيه.
__________________
(١) سورة طه ، الآية ١١٥.