شغله عن الاستجابة لها غفلته ومتابعته للنفس ، واختيار الحظوظ على الواجبات ، والميل الى الهوى والشهوة ، وفي مثل هذا يقول القرآن الكريم :
«وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً».
وهناك صنف كريم ، سمع النداء فأجاب وأناب ، وعمل الصالحات ، واقترن بالطيبات ، وصدق في المعاملات ، وأخلص في القربات. وفي مثل هذا يقول كتاب الله تعالى :
«الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ، أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».
وقد يدعو غافل ربه فلا تجاب دعوته ، لأنه ليس من أهل الاستجابة ، فكيف يعامل بالاجابة؟.
قيل لابراهيم بن أدهم : ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟.
قال : لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه ، وعرفتم الرسول فلم تتبعوا سننه ، وعرفتم القرآن فلم تعملوا به ، وأكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها ، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها ، وعرفتم النار فلم تهربوا منها ، وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه ، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له ، ودفنتم الموتى فلم تعتبروا ، وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس.
والاستجابة التي ندندن حولها مشروطة بأنها الاستجابة لله وللرسول ، لأنها استجابة الحق والصدق ، وهناك استجابة آثمة ظالمة ،