«فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ ، حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ»(١).
أي ان أهل الشرك والعناد والمعصية نسوا أوامر الله فأعرضوا عنها ، وجعلوها وراء ظهورهم ، ففتح الله عليهم أبواب الاستدراج والاملاء والامهال ، فأعطاهم من متاع الحياة ما يريدون ، حتى اذا فرحوا بالاموال والشهوات أخذهم الله على غفلة ، فاذا هم يائسون محرومون من كل خير.
قال الحسن البصري : «من وسّع الله عليه فلم ير أنه يمكر به فلا رأي له ، ومن قتّر عليه فلم ير أنه ينظر اليه فلا رأي له» ثم قرأ الآية السابقة.
وروى : «ما أخذ الله قوما قط الا عند سكرتهم وغرتهم ونعمتهم ، فلا تغتروا بالله ، فانه لا يغتر بالله الا القوم الفاسقون». وفي الحديث : «اذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فانما هو استدراج».
ويقول الله تعالى في سورة الرعد :
«اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ ، وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ»(٢).
فالله سبحانه هو الذي يوسع الرزق على من يشاء ، ويقتره على من
__________________
(١) سورة الانعام ، الآية ٤٤.
(٢) سورة الرعد ، الآية ٢٦.