فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ» (١).
أي لا تتطفلوا على دخول بيوت النبي ، ولكن اذا كان هناك استئذان وأذن لكم رسول الله ودعاكم الى طعام غير مترقبين نضجه واستواءه ، وغير متعرضين للدخول ، فان هذا يكرهه الله ويذمه ، ولكن اذا دعاكم فاستجيبوا لدعوته ، فاذا فرغتم مما دعيتم اليه فخففوا عن أهل المنزل ، وانتشروا في الارض. والمراد ان دخولكم منزل النبي بغير اذن منه كان يشق عليه ويتأذى به. ولكنه كان يكره أن ينهاكم عن ذلك لشدة حيائه ، حتى أنزل الله النهي عن ذلك ، والله لا يستحي من الحق ، ولهذا نهاكم عن هذا الامر وزجركم عنه.
ويقول الله تعالى في سورة النور :
«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» (٢).
هذا أدب أدّب الله به عباده ، فأمرهم بالاستئذان عند الدخول كما
__________________
(١) سورة الاحزاب ، الآية ٥٣.
(٢) سورة النور ، الآية ٦٢.