درجاتهم ، فهذا هو الطريق ، وهذا هو زاد الطريق».
ويقول الله تبارك وتعالى في سورة الانبياء :
«وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً ، وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ ، وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا ، وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ» (١).
لقد ترك إبراهيم عليهالسلام وطنا واهلا وقوما ـ كما جاء في الظلال ـ فعوضه الله الارض المباركة وطنا خيرا من وطنه ، وعوضه ابنه اسحاق وحفيده يعقوب أهلا خيرا من أهله ، وعوض من ذريته أمة عظيمة العدد قوما خيرا من قومه ، وجعل من نسله أئمة يهدون الناس بأمر الله ، وأوحى اليهم أن يفعلوا الخيرات على اختلافها ، وأن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ، وكانوا طائعين لله عابدين ، فنعم العوض ونعم الجزاء ، ونعمت الخاتمة التي قسمها الله لابراهيم ، لقد ابتلاه بالضراء فصبر ، فكانت الخاتمة الكريمة اللائقة بصبره الجميل.
* * *
وقد أشارت السنة في أكثر من موطن الى مكانة التنفل ومنزلة التطوع ومن ذلك ما رواه رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن رب العزة في الحديث القدسي الذي رواه البخاري ، وفيه يقول :
«من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب الي عبدي بشيء
__________________
(١) سورة الانبياء ، الآية ٧٢ و ٧٣