يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ» (١).
أي ادعوني واعبدوني وأخلصوا لي العبادة ، أجب دعاءكم ، فأعفو عنكم وارحمكم وأغفر لكم ، ان الذين يتعظمون عن افرادي بالعبادة سيدخلون جهنم صاغرين.
ويقول القرآن في سورة الاعراف :
«قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ» (٢).
ويفسر تفسير المنار هذه الآية بقوله : «ادعوا الله وحده مخلصين له الدين ، بأن لا تخلطوا دعاءكم ولا غيره من عبادتكم له بأقل شائبة من الشرك الاكبر ، وهو التوجه الى غير الله من عباده المكرمين ، كالملائكة والرسل والصالحين ، ولا من الشرك الاصغر وهو الرياء ، وحب اطلاع الناس على عبادتكم ، والثناء عليكم بها ، والتنويه بذكركم فيها.
ويقول القرآن في سورة البقرة :
«وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» (٣).
وفي تفسير هذه الآية دقيقة من الدقائق تنبغي ملاحظتها ، وهي أن
__________________
(١) سورة غافر ، الآية ٦٠.
(٢) سورة الاعراف ، الآية ٢٩.
(٣) سورة البقرة ، الآية ١٨٦.