أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ» (١).
جاء في تفسير «فتح الرحمن» هذه العبارة حول الآية السابقة : «في هذا دليل على أن الخلق جبلوا على الرجوع الى الله في الشدائد ، وأن المضطر يجاب دعاؤه وان كان كافرا ، وفي هذه الآية بيان ان هؤلاء المشركين كانوا لا يلتفتون الى أصنامهم في هذه الحالة وما شابهها ، فيا عجبا لما حدث في الاسلام من طوائف يعتقدون في الاموات ، فاذا عرضت لهم في البحر مثل هذه الحالة دعوا الاموات ولم يخلصوا الدعاء لله كما فعله المشركون ، كما تواتر ذلك الينا تواترا يحصل به القطع ، فانظر هداك الله ما فعلت هذه الاعتقادات الشيطانية؟ وأين وصل بها أهلها؟ والى أين رمى بهم الشيطان؟ وكيف اقتادهم وتسلط عليهم ، حتى انقادوا له انقيادا ما كان يطمع في مثله ، ولا في بعضه من عباد الاصنام ، فانا لله وانا اليه راجعون».
* * *
وننتقل الى روضة السنة المطهرة لنجد هذا الفيض النبوي الكريم ، من الدعوة الى الحرص على الدعاء ، والنهي عن اغفاله أو نسيانه ، وتطالعنا هذه الاحاديث الشريفة :
١ ـ سلوا الله من فضله ، فان الله يحب أن يسأل من فضله ، وما سئل الله شيئا أحب اليه من العافية.
__________________
(١) سورة يونس ، الآية ٢٢ و ٢٣.