يتعالجان ، وليس من شرط الاعتراف بقضاء الله تعالى أن لا يحمل السلاح. وقد قال تعالى في سورة النساء :
«وَخُذُوا حِذْرَكُمْ» (١).
وأن لا يسقي الارض بعد بث البذر ، فيقال : ان سبق القضاء بالنبات نبت البذر ، وان لم يسبق لم ينبت ، بل ربط الاسباب بالمسببات هو القضاء الاول الذي هو كلمح البصر أو هو أقرب ، وترتيب تفصيل المسببات على تفاصيل الاسباب على التدريج والتقدير هو القدر ، والذي قدر الخير قدره بسبب ، والذي قدر الشر قدر لدفعه سببا ، فلا تناقض بين هذه الامور عند من انفتحت بصيرته.
والدعاء فيه ذكر الله ، والذكر يستدعي حضور القلب مع الله ، وهو منتهى العبادات ، ولذلك قال الرسول عليه الصلاة والسّلام : «الدعاء مخ العبادة». والغالب على الخلق أنه لا تنصرف قلوبهم الى ذكر الله عزوجل الا عند المام حاجة وارهاق ملمة ، فان الانسان اذا مسه الشر فذو دعاء عريض ، فالحاجة تحوج الى الدعاء ، والدعاء يرد القلب الى الله عزوجل بالتضرع والاستكانة ، فيحصل به الذكر الذي هو أشرف العبادات ، ولذلك صار البلاء موكلا بالانبياء عليهم الصلاة والسّلام ، ثم الاولياء ، ثم الامثل فالامثل ، لأنه يرد القلب الى الافتقار والتضرع الى الله عزوجل ، ويمنع من نسيانه ، وأما الغنى فسبب للبطر في غالب الامور : «كلا ان الانسان ليطغى أن رآه استغنى».
ربنا انك سميع الدعاء ، ربنا فتقبل منا الدعاء.
__________________
(١) سورة النساء ، الآية ١٠٢.