وعلى أفعالهم بقوله :
«يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ» (١).
واما صفات القلوب ـ كالجهل والعلم ـ فليس في الآيات ما يدل على اطلاعهم عليها ، وعن ابن عباس : ان مع كل انسان ملكين ، أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره ، فاذا تكلم الانسان بحسنة كتبها من على اليمين ، واذا تكلم بسيئة قال من على اليمين لمن على اليسار : انتظر لعله يتوب عنها ، فان لم يتب كتب عليه.
قالت العلماء : من فوائد هذه الكتبة ان المكلف اذا علم أن الملائكة الموكلين عليه يكتبون أعماله في صحائف تعرض على رؤوس الاشهاد في مواقف القيامة كان ذلك زجرا له عن القبائح. ومنها أن توزن تلك الصحائف يوم القيامة ، فان وزن الاعمال غير ممكن. ومنها التعبد ، فعلى المكلف أن يؤمن بكل ما ورد به الشرع ، وان لم يعرف وجه الحكمة في بعض ذلك».
ويقول القرآن الكريم في سورة الرعد :
«لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ» (٢).
ذلك الحفظ عن أمر من الله تعالى ، وقيل ان الكلام فيمن اتخذ لنفسه حرسا يحفظونه بزعمه من قضاء الله عزوجل.
ويقول الحق عز شأنه في سورة المائدة :
__________________
(١) سورة الانفطار ، الآية ١٢.
(٢) سورة الرعد ، الآية ١١.