القول في تأويل قوله تعالى :
(وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ) (٦٤)
(وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ) الإضافة للتشريف ، والإعلام بمباينتها لما يجانسها من حيث الخلقة والخلق (لَكُمْ آيَةً) أي معجزة دالة على صدق نبوّتي (فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ) من فرط غضب الله عليكم ، لاجترائكم على آياته المنسوبة إليه.
ثم أخبر بأنهم لم يسمعوا قوله ، ولم يطيعوا ، بعد رؤية هذه الآية ، فقال سبحانه :
القول في تأويل قوله تعالى :
(فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) (٦٥)
(فَعَقَرُوها) أي قتلوها (فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) أي مردود.
قال في (الإكليل) : استدل به في إمهال الخصم ونحوه ثلاثة ؛ وفيه دليل على أن ل (الثلاثة) نظرا في الشرع ، ولهذا شرعت في (الخيار) ونحوه.
القول في تأويل قوله تعالى :
(فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) (٦٦)
(فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا) أي عذابنا وهو الصيحة ، كما سيبيّن (نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ) أي بسبب رحمة عظيمة (مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) وهو هلاكهم بالصيحة (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) أي القادر على كل شيء ، والغالب عليه.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ) (٦٧)
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) أي من جهة السماء ، فرجفوا لها رجفة الهلاك