القول في تأويل قوله تعالى :
(وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) (١٢٢)
(وَانْتَظِرُوا) أي العواقب (إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) أي ما وعدنا به من الفتح ،. وقد أنجز الله وعده. ونصر عبده ، فله الحمد وحده.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (١٢٣)
(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي فلا تخفى عليه خافية مما يجري فيهما ، فلا تخفى عليه أعمالكم (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ) أي أمر العباد في الآخرة ، فيجازيهم بأعمالهم. وفيه تسلية للنبي صلىاللهعليهوسلم وتهديد للكفار بالانتقام منهم (فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) فإنه كافيك (وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) بالياء التحتية في قراء الجمهور ، مناسبة لقوله (لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) وفي قراءة بالتاء الفوقية على تغليب المخاطب ، أي أنت وهم. أي فيجازي كلّا بما يستحقه ـ والله أعلم ـ.