وقوله تعالى :
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ) (٤٠)
(وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) أي : من إنزال العذاب في حياتك (أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ) أي : قبل ذلك (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ) أي : تبليغ الوحي (وَعَلَيْنَا الْحِسابُ) أي : حسابهم وجزاؤهم. قال أبو حيّان : جواب الشرط الأول (فذلك شافيك) والثاني (فلا لوم عليك) وقوله تعالى (فَإِنَّما عَلَيْكَ ...) إلخ دليل عليهما.
وقوله تعالى :
القول في تأويل قوله تعالى :
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ) (٤١)
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) أي : أرض الكفرة. ننقصها عليهم بإظهار دين الإسلام في أطراف ممالكهم.
قال ابن عباس : أي : أو لم يروا أنا نفتح للرسول الأرض بعد الأرض ؛ يعني أن انتقاص أحوال الكفرة وازدياد قوة المسلمين من أقوى العلامات على أنه تعالى ينجز وعده ، ونظيره قوله تعالى : (أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها ، أَفَهُمُ الْغالِبُونَ) [الأنبياء : ٤٤] ، وقوله : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ ..) [فصلت : ٥٣].
قال الشهاب : هذا مرتبط بما قبله. يعني لم يؤخر عذابهم لإهمالهم ، بل لوقته المقدر ، أوما ترى نقص ما في أيديهم من البلاد وزيادة ما لأهل الإسلام. ولم يخاطب النبيّ صلىاللهعليهوسلم به تعظيما له ، وخاطبهم تهويلا وتنبيها عن سنة الغفلة. ومعنى (نَأْتِي الْأَرْضَ) يأتيها أمرنا وعذابنا. انتهى.
وقيل : ننقصها من أطرافها بموت أهلها وتخريب ديارهم وبلادهم. فهؤلاء الكفرة كيف أمنوا من أن يحدث فيهم أمثال هذه الوقائع؟.
تنبيه :
يذكرون ـ هاهنا ـ رواية عن ابن عباس ومجاهد : أن نقصها من أطرافها هو