استشكال وقوع الاستفهام ، محكيا بالقول ، والمحكي عنهم الخبر ، وقد أوضحنا أن لا تنافر ولا تنافي بين الأمرين.
قال الناصر : فشدّ بهذا الفضل عرى التمسك ، فإنه من دقائق النكت ، والله الموفق.
وقوله تعالى : (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ) من كلام موسى قطعا ، أتى به تقريرا لما سبق لأنه لما استلزم كون الحق سحرا ، كون من أتى به ساحرا ، أكد الإنكار السابق وما فيه من التوبيخ والتجهيل ، بذلك.
القول في تأويل قوله تعالى :
(قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ) (٧٨)
(قالُوا) أي لموسى (أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا) أي لتصرفنا (عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا) يعنون عبادة الأصنام (وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ) أي الملك والسلطان (فِي الْأَرْضِ) أي أرض مصر (وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ) أي لتبقى عزتنا.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ) (٧٩)
(وَقالَ فِرْعَوْنُ) أي حفظا لعزته ، ودفعا لتعزز موسى (ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ) أي ماهر في فنه.
القول في تأويل قوله تعالى :
(فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ) (٨٠)
(فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ) أي من أصناف السحر.
قال بعضهم : جواز الأمر بالسحر لدحضه ، وكذلك طلب إيراد الشّبه لتحل.
القول في تأويل قوله تعالى :
(فَلَمَّا أَلْقَوْا قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) (٨١)
(فَلَمَّا أَلْقَوْا) أي عصيّهم وحبالهم ليضاهوا معجزة موسى بعصاه (قالَ مُوسى